Translate

الاثنين، 10 فبراير 2014

النظام السياسي مقاربة تعريفية



النظام السياسي مقاربة تعريفية
تعتبر النظم السياسية المقارنة من أهم حقول علم السياسة الحديث، فبناءا على دراستها وتحليلها تتضح لنا معالم الحياة السياسية العامة في البلد محل الدراسة، وبذلك أصبح تحليل النظام السياسي يشكل اللبنة الرئيسية في فهم وتفسير السياسات الداخلية والخارجية للدول، بحيث يتم ذلك من خلال التطرق للبنية الهيكلية والدستورية للنظام وعلاقة ذلك بالوظيفة والتفاعلات الحاصلة بين أجزاءه.
وقبل الدخول لأي دراسة علمية لا بد أولا من التعرف على مفاهيمها ومنطلقاتها الأساسية، لأن "المفاهيم مفاتيح اللغة واللغة وعاء الفكر"، إلى جانب أن المفاهيم تعتبر الخطوة العملية في فهم الظاهرة محل الدراسة، وبناءا على ذلك سنعمد إلى التعرف على كل من مفهوم النظام السياسي ومفهوم المقارنة وعلاقة ذلك بالمنهج المقارن.
1/- مفهوم النظام السياسي
وفقا للمفهوم التقليدي يقصد بالنظام السياسي أشكال الحكومات المختلفة التي تباشر السلطة في المجتمعات الإنسانية، وكانت الدراسة تتركز حول شكل الدولة و نوع الحكومة و لا تتعدى البحث في مجالات نشاط السلطة و الجوانب الاقتصادية و الاجتماعية لهذا النشاط. لذلك يرى البعض أن النظام السياسي استخدم بدلالة القانون الدستوري تقليديا، حيث أن كل منهما تتركز لدراسة فيه على نظام الحكم من الناحية القانونية المجردة.
 يبد أن هذا المفهوم للنظام السياسي والنظرة القانونية الضيقة قد تراجع في الفترة ما بين الحربين العالميتين بسبب الانتقادات العنيفة التي وجهها له علماء السياسة السلوكيون حيث فضل هؤلاء استخدام مصطلحPolitical System  على مصلح Regime Political حيث يأخذ الثاني بعدا قانونيا ضيقا بينما يأخذ المصطلح الأول مفهوما أوسع وأشمل.
وقد قدمت في هذا السياق مجموعة من التعاريف للنظام السياسي نذكر منها ما قدمه  دافيد استن David Easton على أنه " التوزيع السلطوي للقيم ، و هذه القيم إما مادية أو رمزية. ويتكون النظام السياسي، وحسب D. Easton من تلك العناصر المتصلة بالحكم وتنظيماته وبالجماعات السياسية والسلوك السياسي".
أما جابريال  ألموند(Gabrielle Almond)  يرى أن "النظام السياسي هو مجموعة  من المؤسسات الاجتماعية التي تعنى بصياغة الأهداف العامة لمجتمع ما أو المجموعة ضمت هذا المجتمع، و العمل على تنفيذها".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق